نجح الفيلم المصرى «678» تأليف وإخراج محمد دياب وبطولة ماجد الكدوانى وبشرى ونيللى كريم فى أن يحقق للفيلم المصرى تواجداً قوياً فى السوق الفرنسية بعد أن شاهده 120 ألف شخص خلال أسبوعى عرض فقط، مما شجع موزع الفيلم على زيادة عدد نسخه أكثر من مرة حيث بدأ بطرح الفيلم فى 96 شاشة ومع زيادة الإقبال تم زيادتها إلى 107 شاشات وقبل نهاية الأسبوع الثانى قام بزيادتها مرة أخرى إلى 124 شاشة. نجح الفيلم الذى يناقش قضايا التحرش فى مصر فى إثارة جدل فى الشارع الفرنسى حتى إن وزيرة العدل الفرنسية قالت «إنه دفعة قوية لمقاومة التحرش وأنه هدية للسيدات»، كما حصل الفيلم على جائزة اختيار الجمهور كأفضل فيلم جديد فى دور العرض، وذلك فى أسبوع عرضه الأول ووصفه البعض بأنه فرصة لفتح سوق عالمية جديدة للفيلم المصرى، الغريب أن الإيرادات التى حققها الفيلم خلال أسبوعى عرض فى فرنسا تجاوزت ما حققه من إجمالى إيرادات فى مصر حيث اقتربت إيراداته فى فرنسا من حاجز الـ8 ملايين جنيه بينما حقق الفيلم فى مصر 6 ملايين جنيه فقط بعد عرضه فى 50 دار عرض.
المعروف أن قانون التحرش يناقش الآن فى فرنسا بعد أن ازدادت عمليات التحرش وهذا ما جعل للفيلم مكانة خاصة فى المجتمع الفرنسى بالتحديد وقال محمد دياب مؤلف ومخرج الفيلم لـ«المصرى اليوم»: إن «678» سبق عرضه تجاريا فى السويد والنرويج والبرازيل والبرتغال وإسبانيا ولكن أنجح عرض للفيلم كان فى فرنسا خاصة أن الفيلم قد حصل على جائزة الجمهور فى مهرجان مونبلييه فى الوقت الذى انتشر فيه التحرش بكثرة داخل المجتمع الفرنسى رغم الانفتاح الكبير الذى تعيشه البلد، وكانت هناك سيدات يبكين أثناء عرض الفيلم فى المهرجان.
وأضاف دياب: أكثر ما أسعدنى فى هذا الإقبال أن موضوع الفيلم يتناسب مع المجتمعات الأخرى حتى إن المشاهد التى أضحكت المشاهد المصرى هى نفسها التى أضحكت المشاهد الأوروبى، وهذا ما يجعلك تشعر بأنك قدمت فيلما عالميا.
وأكد دياب بأن هناك توفيقاً كبيراً من الله لهذا الإقبال وفى الوقت نفسه يمثل مسؤولية كبيرة تجعله حريصا بشكل أكبر على مستوى الفيلم التالى خاصة أن «678» نجح فى حصد ما يقرب من 14 جائزة عالمية فى العديد من المهرجانات منها شيكاغو، وسيدنى وخريبكه ودبى والعين الثالثة بالهند، مونبيليه، تاورمينا وأخيرا جائزة مهرجان أفلام البحر المتوسط بكرواتيا منذ أسبوع.
وفى الوقت نفسه لم ينكر دياب دور الثورة المصرية فى الإقبال على الفيلم وقال: الثورة المصرية بالتأكيد ساهمت بنسبة ألف بالمائة فى هذا الإقبال لأن الجمهور العالمى أصبح متعطشاً للتعرف عن قرب على الشعب الذى قام بهذه الثورة العظيمة، ولذلك لا أنكر أن لدينا فرصة ذهبية للتفكير فى العالمية، وهذا ما سيحقق لنا موارد اقتصادية مهمة تساهم فى نقل السينما المصرية إلى مكانة أخرى فى السوق العالمية وأعتقد أننا قادرون على ذلك، خاصة أن هناك جيلاً متميزاً من السينمائيين نجحوا مؤخراً فى التواجد بقوة فى معظم المهرجانات العالمية